الخميس، 3 مايو 2012

بـقــايـا رمــادٍ منطفـئ




دخول ... !!
بختنا [ الأحزان ] تسهر في جوانحنا و تبات

و إحنا من كثر المآسي ما بكينا أو شكينا

الأماني في هوانا أصبحن كـ \ المعجزات

تكفى لا تسأل عن اللي في دروبه ابتدينا

من ضحايا الحب صرنا في سطور الذكريات

وقبل مشوار المحبة يا حسافه انتهينا.

✿.。.:* *.:。✿


في هذا العالم يختبئ أناسٌ رائعون .. لا نراهم إلّا إذا اشتدّ الظلام حُلكة كالنجوم في الليلة التي ينام فيها القمر .. يصعب علينا الاقتراب منهم و يتعذر عليهم الاقتراب منّا [ لابتعادنا عنهم ] .

النجوم إذا تلاقت " ستنفجر " و ستحدث في عوالمنا [ الفوضى ] و لن نتمكن من استعادة ما سبق .. و ربما تمحي ما نحن عليه من أمل و حب و حياة .. بل قد تنهي أيامنا و أيام من نحب .. كيف [ لا ] و نحن أضعف مما نتصور ؟؟!

كانت هذه الكلمات .. افتتاحية المقالة التي أنشأها " حسام " عشية الرابع عشر من ديسمبر .. بعد أن أنهى واجبه المدرسي ففي الغد سيلقي ما تخطه أنامله على لجنة التحكيم في مسابقة [ الإلقاء المميز ]

لكنه أوقف الكتابة .. لسؤال دار في رأسه : (( أحقاً نحن أضعف مما نتصور ؟! )) ترك قلمه على المكتب الخشبي فوق كراسته المفتوحة ، و اتجه إلى سريره المرتب و رمى بجسده عليه ..

لحظات .. ثم تبعثر ضحكاته في أرجاء الغرفة المغلقة وسط اختناقات الألم المصاحبة للدموع المنسابة على وجنتيه بغزارة : (( كم هذا مضحك .. كيف أسأل سؤلاً كهذا .. و أنا الأضعف في العالم كله !! ))

أغلق عينيه المحدقتين بسقف الغرفة الملصق عليه " أحبك .. لكن لا تقتربي منّي ! " في محاولةٍ منه لرؤية ملامح وجهها الناعمة أو لسماع همسات صوتها الرقيقة ؛ فالقلب لا يخضع للقوانين أو القواعد .

إلا أن رداد المطر المتساقط على الأرضية أجبره على النهوض لإغلاق النافذة الزجاجية و مقاطعة [ هيامه بها ] و العودة إلى قلمه : (( أتسأل في كل ليلة : أحقاً الضعف قوة أم القوة ضعف ؟؟! )) .

لا أتذكر على أي جدارٍ تركتها .. لكنني لا أنسى من كتبها بسخرية وعبث .. كيف أنسى و أنا الفاعل و المفعول به .. بعد ما نزلت عليّ أشد العقوبات و حبستُ في المنزل شهراً كاملاً .. و لم يشفع لي إلا بدء العام الدراسي

لم يكمل " حسام " ما يكتبه حتى اهتزّ هاتفه الأسود و أُضاء برقمٍ مجهول لم يعرف صاحبه إلا من نبرة صوته :

- مرحباً حسام .. آسفة للاتصال في وقتٍ كهذا !!
- جمانة ؟!
- أجل .. أأنت مشغولٌ الآن ؟!
- كلا .. كنتُ أرتب الورقة التي سأقدمها للجنة غداً !
- يبدو أنني أزعجتك !
- لا بأس .. فليست بالأمر المهم .
- كباقي الأمور التي في حياتك .. صحيح ؟؟
- من هاتف مَن تتحدثين ؟
- من هاتفي .
-لكن ... ؟!
-أعلم .. اشتريت رقماً جديداً صباح اليوم !
-فهمت .
- حسام ...
- نعم ؟!
- أمازلت غاضباً مني .. حسام أتسمعني ؟
-أجل !!
- لماذا لا تجيب إذن ؟
- على ماذا ؟
- على سؤالي ..
- أي سؤال ؟
- أظن أنك على حق " فالتجاهل خير من قول [ نعم ] " أعلم أنني أخطأت في مرة .. و أنت تعلم أنني اعتذر إليك مائة مرة .. قررت بمفردك أن تعاقبني و تحملت مخاصمتك لي ثلاثة أيام متعاقبة ..

مرضت نصف شهر و لم تسأل عني قلتُ في نفسي : لا بأس ربما لم يعلم أو أن أحداً لم يخبره فـ \ جئت إليك و أخبرتك .. و مع هذا فلم تكلف على نفسك بسؤال : " كيف أصبحتِ الآن ؟! "

تستمر بتجاهلي و كأني [ قتلتُ لك قتيلاً ] لكنني أدوس على كل شيء و ابتسم لك على أمل أن تبتسم لي لو نصف ابتسامة كاذبة .. لا أدري كيف أرضيك أو كيف اعتذر لتقبل اعتذاري ؟!

-جمانة .. تصبحين على ..

- لا تغلق الخط .. إن كنت لا تريد الاستماع فلا تطلب مني الصمت .. أبعد الجهاز عن أُذنيك لكن لا تقطع الاتصال .. لا تتركني بعد أن جعلتني أحبك هكذا سأموت و أنت تتفرج .. ما كان عليك أن تجعلني أتعلق بك !!

- لقد أخبرتك في المرة الأولى " أحبك .. لكن لا تقتربي مني "

حشرجات بكائها سادت على كلماتها العالقة في فمها .. و اخترقت مسامعه المثقلة ببحات أنينها المتقطع في طوقٍ من الصمت فكّه حسام بإكماله :


- أضيفي لهذا .. أنني لستُ غاضباً منكِ فلا يحق لي معرفة خصوصياتك أو التدخل في قراراتك .. و الآن تصبحين على ..
-لم أكن أقصد معنى العبارة .. كانت زلة لسان فقط .. أنت تعرف أنه مهما قلت لي أو طلبت مني فلن أُمانع أو أعارض حتى لو لم اقتنع !!
- أنا أيضاً لم أقصد الوقوع في حبك !
-ارحمني .. لم أعد قادرة على التحمل .. خارت قوتي حتى بقايا قواي تلاشت .. أخبرني بالذي يرضيك ..؟!
-لا شيء يرضيني ..
- أتوسل إليك " أن تنسى " ..
- لا استطيع النسيان ..
-تجاهله إذن ..
- هذا ما أفعله تماماً " أتجاهله "
- أنت تتجاهلني " أنا " !!
-جمانة .. عليّ الانتهاء من كتابة المقالة لأنام المبكرة و الاستقـ ...
- حسناً .. لكن لا تسجل هذا الرقم في هاتفك .. سأرميه بعد أن تغلق ، لأنني أعلم جيداً [ إنك لن تجيب إذا اتصلت منه مجدداً ] .
- تصبحين على خير !!

انتهت المحادثة الهاتفية دون أن يغلق أياً منهما الخط .. حتى نفاذ رصيد المتصلة بعد ساعة و نصف التي لم يفارق الارتجاف جسدها .. و حرقة الدموع لم تغادر خديّها " لا تدري ماذا تصنع ؟! " .

× × ×

إلى أن أشرقت الشمس و توجه الطلاب إلى مدارسهم و أتى الدور على الفتى الأسمر للوقوف أمام لجنة التحكيم .. بوجهٍ متأرق و شحوب ظاهر أسفل عينيه .. و إجهادٍ يثقل جسده دون أن يسلم مقالته .

تعجب أعضاء اللجنة و الحضور .. فالتفت إليه مقدم الحفل " يسأله " ليلقى رداً حازماً [ سأرتجل !! ] تشاورت اللجنة ثم أعطته إشارة البدء بعد الموافقة على طلبه !!

بخطواتٍ هادئة مشى لمقدمة المسرح ليجلس عليها كأنه يجلس على سورٍ يحاكي صديقه ، أغلق عينيه و أخذ نفساً عميقاً ثم أطلقه قائلاً : منذ ثلاث سنوات عند بوابة المدرسة [ كان لقاؤنا الأول ] .

ظننته حدثاً عابراً " تشاجرها مع مجموعة الفتيان المشاغبين لأجل صديقتها أمرٌ في غاية الخطورة " مع أنّي لم أرى ملامح وجهها إلا أنني لم أتردد أبداً و شاركتها القتال فاثنان خيرٌ من واحد !!

أوسعتُ ضرباً و عُوقِبتُ بالركض حول المدرسة [ عشر مرات ] مع هذا فقد كان قلبي يقفز كلما استمعت لصوتها و هي تركض قربي .. تفاجأت حين علمت إنّها طالبة انتقلت مؤخراً و معي في الصف ذاته !

كانت الخدوش تكسو وجهها و الضمادة البيضاء تتوسط أنفها المستقيم لذا لم أستطع منع نفسي من الضحك و ما زاد ضحكي انفجاراً ذاك الغضب الصبياني من حسناء في مقتبل العمر .

لم يدم ما بيننا طويلاً .. فبعد أسبوعٍ و احد أخبرتها بما يشغل قلبي : (( أحبك لكن لا تقتربي مني !! )) توقعت أن تصفعني أو تقذف بي نحو الشمس كما فعلت بغيري مسبقاً لكنها فاجأتني بردها المماثل !!

أحببتها بكل معاني [ الـ \ حب ] .. و يوماً بعد يوم ازداد تعلقي بها للدرجة الهوس ، كانت و مازالت ( نجمتي المتألقة ) في سماء الحب الصافية .. نسيت أن الحب عطاء .. عقدٌ يزين صاحبه لا سلسلة تقيده .

أردت تملكها لنفسي .. فمددت يدي نحو السماء و حاولت أن أقبض أناملي عليها ؛ لكن ما يسمى [ الكبرياء ] أحرقني ! و جعلني رماد إنسان تتقاذفه الرياح كيف شاءت !!

[ انتهى ]



✿.。.:* *.:。✿
خروج ... !!


صباححكم \ مسسائكم ورد و ياسمين

لا بأس أعزائي اذا ما أصابكم اكتئاب

فقد أردتُ أن أنقل إليكم جزءٌ من اكتئابي

دمتم بخير .. إلى لقاءٍ آخر يجمعنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق